0
المنتخبان العربيان يخوضان إياب الدور الأفريقي الحاسم أمام بوركينا فاسو وغانا بفرص متفاوتة







تبدو حظوظ المنتخب الجزائري كبيرة لتجاوز نظيره البوركيني اليوم في إياب الدور الحاسم المؤهل لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، حيث يحتاج الفريق المدعم بجماهيره للفوز بهدف واحد، بينما تبدو الأمور أكثر تعقيدا للمنتخب المصري المطالب بالفوز بخماسية نظيفة أمام نظيره الغاني بملعب الدفاع الجوي بالقاهرة.
وفي ظل تضاؤل حظوظ المنتخبين المصري والأردني المنهزم بخمسة أهداف أمام الأوروغواي وخروج المنتخب التونسي من المنافسة، قد يكون المنتخب الجزائري ممثل العرب الوحيد في البرازيل بشرط الفوز خلال التسعين دقيقة التي تفصل 39 مليون جزائري عن تحقيق هذا الحلم.
على ملعبه وأمام جماهيره يتعلق المنتخب الجزائري بأمل تسجيل هدف واحد يكفيه للتأهل للمرة الرابعة في تاريخه للمونديال. والمنتخب الجزائري مطالب بالفوز حتما لتحقيق التأهل إلى مونديال البرازيل كما فعل في إسبانيا 1982 والمكسيك 1986 وفي آخر كأس عالم في جنوب أفريقيا في 2010. وانهزم ثعالب الصحراء في لقاء الإياب في واغادوغو بثلاثة أهداف مقابل هدفين، بسبب خطأ في التحكيم نال بفضله الفريق البوركيني ضربة جزاء «وهمية» في الدقائق الأخيرة من المباراة بعدما كانت النتيجة متعادلة 2-2.
ويلعب منتخب الجزائر الملقب بـ«الخضر» أمام جمهوره المتميز وفي ملعبه المفضل (مصطفى تشاكر) بالبليدة (50 كلم جنوب غربي الجزائر) والذي لم يسبق أن انهزموا فيه خلال 19 مباراة منذ 2009.
وعبر مدرب منتخب الجزائر البوسني وحيد خليلودزيتش عن تفاؤله بانتزاع تأشيرة التأهل رغم غضبه من هزيمة واغادوغو، محملا الحكم المسؤولية. وقال خلال مؤتمر صحافي: «لا أستطيع هضم هزيمة لقاء الذهاب في واغادوغو، لقد أصبت بالجنون بسبب الظلم الذي تعرض له فريقي».
وطمأن خليلودزيتش الجمهور الجزائري على صحة اللاعبين ونفى وجود أي إصابات، ما عدا الإصابة التي تعرض لها مهاجم بورتو البرتغالي نبيل غيلاس الذي غادر المنتخب وجرى تعويضه بمهاجم سيفا سبورت التركي رفيق جبور.
من جهته، أكد رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد راوراوة أن «المباراة تبدو صعبة لكني متفائل بقدرة اللاعبين والطاقم التقني من تجاوز المنافس وإهداء الجزائر رابع تأهلهم إلى كأس العالم بالبرازيل 2014». وتابع: «اللاعبون مندهشون من حماس أنصار المنتخب وهذا ما يحفزنا أكثر ويعطي العناصر الوطنية شحنة إضافية من أجل الظفر بورقة التأهل».
ودعا راوراوة المناصرين إلى التحلي بالروح الرياضية وعدم استعمال الألعاب النارية، و«احترام النشيد الوطني البوركيني».
وكان رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال أول المشجعين لمنتخب بلاده حيث أجرى زيارة لهم في مقر معسكرهم بسيدي موسى بالضاحية الجنوبية للعاصمة. كما نظم الاتحاد الجزائري زيارة «إنسانية» لرفاق القائد مجيد بوقرة إلى دار المسنين غير البعيدة عن مقر المعسكر لتقديم الهدايا لهم. وتسود المدن الجزائرية أجواء احتفالية وحماس جعل ملايين مناصري الخضر يحلمون بمشاهدة اللقاء في ملعب البليدة الذي لا يتسع لأكثر من أربعين ألف متفرج مما أدى إلى التدافع أمام شبابيك بيع التذاكر وإصابة خمسين شخصا بجروح. ونفى راوراوة مسؤولية الاتحاد في الأحداث المأساوية التي رافقت عملية بيع التذاكر والتي خلفت عشرات الجرحى بينهم رجل شرطة، وقال: «ما حدث أمس ليس مسؤوليتنا، لأن الاتحاد ليس هو من نظم عملية البيع، فضلا عن أن مدرجات ملعب مصطفى تشاكر لم تكن لتسع الأعداد الهائلة من الجماهير التي كانت ترغب في حضور المباراة، لهذا فوزير الشباب والرياضة يسعى إلى إعادة تهيئة ملعب 5 يوليو (الملعب الأكبر في الجزائر) في أقرب وقت».
وتعرف مدينة البليدة ببرودة طقسها لقربها من جبال الشريعة التي تكسوها الثلوج في مثل هذا الفصل، وهي تزينت بالأعلام الجزائرية منذ أسبوع وتضاعف عدد سكانها بسبب توافد آلاف المناصرين من المدن الأخرى للعيش في جو المباراة.
ولتأمين المباراة جرى تجنيد خمسة آلاف شرطي داخل وخارج الملعب مدعومين بمروحيات و30 كاميرا للمراقبة، بحسب المديرية العامة للأمن الوطني. وأكد مدير الأمن العمومي عيسى نايلي أن كل الظروف قد هيئت للمباراة واهتمت بكل التفاصيل التي من شأنها أن تضمن السير الحسن لهذه المواجهة المهمة.
ووصل الفريق البوركيني إلى الجزائر فجر أمس قادما من الدار البيضاء المغربية حيث أجرى هناك معسكرا تدريبيا دام أسبوعا، وتوجه مباشرة إلى مقر إقامته بالبليدة غير بعيد عن ملعب مصطفى تشاكر.
وأجرى المنتخب البوركيني حصة تدريبية واحدة في ملعب المقابلة أمس في نفس موعد اللقاء (الساعة السادسة بتوقيت غرينتش). ولدى وصوله إلى مطار هواري بومدين أكد وزير الرياضة البوركيني ياكوبا أودراوغو أن منتخب بلاده الملقب بـ«الخيول» مصر على قطف أول تأهل له إلى المونديال رغم استفادة الجزائريين من تجربة لاعبيهم في البطولات الأوروبية الكبرى وتسجيلهم هدفين في واغادوغو.
أما المدرب البلجيكي لمنتخب بوركينافاسو فاعترف أن «اللقاء سيكون صعبا للفريقين، والفوز سيكون من حظ المنتخب الأكثر تحضيرا على المستوى الذهني».
وفي القاهرة، يستعد المنتخب المصري لخوض مواجهة صعبة للغاية أمام نظيره الغاني بملعب الدفاع الجوي بضاحية التجمع الخامس في مدينة القاهرة الجديدة وسط حالة من استنفار أمني غير مسبوق.
وتتزامن المباراة مع إحياء شباب الثورة للذكرى الثانية لشهداء شارع محمد محمود القريب من مقر وزارة الداخلية بوسط العاصمة، والتي شهدت مواجهات دامية بين شباب الثوار ورجال الأمن راح ضحيتها العشرات من المواطنين.
ويخوض لاعبو المنتخب المصري وجهازهم الفني مباراة اليوم بشعار «رد الاعتبار» بعدما تحول حلم الوصول إلى نهائيات المونديال بعد غياب دام 24 سنة، إلى سراب، نظرا للهزيمة الثقيلة ذهابا 1-6 في كوماسي، وبات فارق الخمسة أهداف أملا يصعب تحقيقه، في ظل الأزمات التي تعاني منها الكرة المصرية منذ أحداث ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 مرورا بثورة 30 يونيو (حزيران) 2013 وما ترتب عليها من توقف للنشاط الكروي في مصر نظرا لأعمال العنف التي شهدتها الملاعب، وخاصة مذبحة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 72 مشجعا من جماهير الألتراس الأهلاوي عقب مباراة المصري والأهلي في الدوري المحلي موسم 2011-2012.
وقال الأميركي بوب برادلي المدير الفني للمنتخب المصري إن مباراة اليوم تحتاج إلى 11 مقاتلا بحثا عن تحقيق نتيجة إيجابية تحفظ ماء وجه الكرة المصرية، ردا على الهزيمة الثقيلة في غانا، مشيرا إلى حالة التفاؤل في معسكر المنتخب والروح المعنوية العالية لأغلب اللاعبين، وذلك بعيدا عن حسابات ضرورة الفوز بفارق خمسة أهداف لتحقيق حلم بات مستحيلا.
وحذر برادلي لاعبيه من تكرار أخطاء مباراة الذهاب خاصة الدفاعية، وهو الأمر الذي جعله يفكر في تغيير خطة وتشكيلة المنتخب، والتي ينتظر أن تضم أحمد الشناوي في حراسة المرمى، وشريف عبد الفضيل ووائل جمعة ومحمد نجيب (رامي ربيعة) وسيد معوض في الدفاع، وحسني عبد ربه وأحمد فتحي وحسام غالي في الوسط، ومحمد صلاح ومحمد أبو تريكة وعمرو زكي في الهجوم.
واستعد المنتخب المصري لمواجهة غانا بمباراة ودية الخميس الماضي تغلب فيها على ضيفه الزامبي بهدفين نظيفين سجلهما عمرو زكي ورامي ربيعة في الشوط الأول.
يذكر أن المنتخب المصري حقق العلامة الكاملة في الدور الثاني للتصفيات بفوزه في مبارياته الست على غينيا وموزامبيق وزيمبابوي، قبل أن يتلقى صفعة موجعة في ذهاب الدور الحاسم أمام غانا.
في المقابل، حضر منتخب غانا إلى القاهرة في «نزهة كروية» كما أطلق بعض لاعبيه عقب مباراة كوماسي بما في ذلك وزير الرياضة، وذلك على الرغم من المخاوف الأمنية من الأوضاع في مصر والمظاهرات شبه اليومية التي تشهدها القاهرة وعدد من المحافظات، الأمر الذي جعل مسؤولي الاتحاد الغاني يخاطبون الاتحاد الدولي (الفيفا) بضرورة نقل المباراة خارج مصر، ووصل الأمر إلى تدخل الحكومة الغانية للضغط على «الفيفا» لنقل المباراة، وهو الطلب الذي قوبل بالرفض من قبل الاتحاد الدولي بعد عرض الخطة الأمنية التي أعدها الأمن المصري لتأمين بعثة الضيوف والجماهير المرافقة لهم.
وحذر المدير الفني للمنتخب الغاني كواسي أبياه لاعبيه من الثقة الزائدة في مواجهة الفراعنة، والاستهانة بالمنافس اعتمادا على النتيجة الكبيرة التي حققها منتخب «النجوم السوداء» ذهابا في كوماسي، مؤكدا أنه قال للاعبيه: «سنخوض مباراة الإياب وكأننا لم نفز في مباراة الذهاب».
ولن يجري أبياه أي تعديلات جذرية على تشكيلة مباراة الذهاب باستثناء مشاركة لاعب وسط شالكه الألماني كيفن برينس بواتينغ الذي غاب عن مباراة الذهاب بسبب الإصابة.
وخاضت غانا مباراة ودية يوم الجمعة الماضي أمام مضيفتها اليابان وخسرت 1-3 بعدما تقدمت بهدف لمهاجم أندرلخت البلجيكي مارك أتشيمبونغ.
والمثير أن مسؤولي الاتحاد الغاني حذروا لاعبيهم من تناول أي طعام أو مياه تقدم لهم خلال فترة إقامتهم بالقاهرة. ويقود المباراة العاجي نورمانديز دوي بمساعدة مواطنه يوسنغويفولو والبوروندي جيان شاهو.

إرسال تعليق Blogger

عزيزى الزائر بمجرد الضغط على اعلامى اسفل نموذج الرد فسيتم اعلامك باخر ردود المشاركة

تذكر قول الله تعالى (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ))

 
Top