0



تعتبر الحرب العالمية الثانية أكثر الحروب دموية و شمولية في التاريخ ، و رغم أن الحلفاء تمكنوا في الأخير من الانتصار في الحرب إلا أن هذه النتيجة لم تأتي ألا بعد عدد من المعارك الضارية التي دخلت التاريخ العسكري ، في هذا المقتطف سوف نتطرق إلى 10 معارك مصيرية حددت مسار الحرب و قد تم تصنيف المعارك على حسب نتائجها المباشرة على الحرب.
ملاحظة مهمة: إن المعارك ليست مرتبة على أساس وقت حدوثها بل حسب أهميتها و لذلك قد تجد معركة حدثت في المراحل الأخيرة للحرب مصنفة قبل معركة حدثت في المراحل الأولى.
10. معركة فرنسا ((the Battle of France:
معركة فرنسا
معركة فرنسا
بعد أن احتل هتلر بولندا في شهر سبتمبر 1939 غير اهتمامه نحو الغرب ، و رغم أن الهدف الأسمى لهتلر هو احتلال الإتحاد السوفيتي إلا أن كان يحتاج إلى تحييد الغرب كي يتجنب معركة على جبهتين . أول حركة قام بها الألمان هي احتلال الأراضي المنخفضة (هولا ندا ، بلجيكا و لوكسمبورغ) ثم قام بعدها بشن هجومه على فرنسا التي تهاوت سريعا ، و كان يأمل الألمان بعد ذلك في احتلال بريطانيا و بعد أن يتم تحييد الجبهة الغربية بالكامل يتفرغ الألمان بعد ذلك لاحتلال السوفيت.
و قد كان الحلفاء أكثر عددا من الألمان و لكن الألمان تمكنوا من تحقيق النصر بسبب خططهم الفعالة حيث خدع الجيش الألماني الحلفاء و أوهمهم أن خط هجومه الرئيسي هو عبر البلاد المنخفضة مما جعل الجيش الفرنسي و البريطاني يحرك قواته الأساسية نحو الشمال لاعتراض القوات الألمانية الغازية و هذا ما سمح لفيلق ألماني من التسلل عبر غابات Ardennes و التحرك مباشرة نحو القناة الإنجليزية وعزل جيوش الحلفاء التي تم إجلاءها فيما بعد في Dunkirk ، و قد شن الألمان هجوما على باريس التي تم إخلاءها مسبقا حتى تتجنب مصير وارسو . بعد سقوط فرنسا قسمت البلاد إلى قسمين قسم تحت السيطرة الألمانية و قسم أخر تحت حكم فرنسي موالي للألمان بقيادة Vichy و بعد ذلك بدأت ترتيبات الألمان لغزو بريطانيا و إخراجها من الحرب.
9. عملية Overlord:
عملية overload
عملية overload
بحلول صيف 1944 كان الجيش الأحمر السوفيتي على عتبة الأراضي الالمانية ، في هذه المرحلة من الحرب كان بإمكان الجيش الأحمر هزيمة الألمان لوحده و لكن الرئيس السوفيتي ستالين أصرعلى فتح جبهة أخرى في الغرب لتشتيت القوات الألمانية مما يسمح للجيش الأحمر بإنهاء الحرب بسرعة ، في ذلك الوقت كان الطيران البريطاني و الأمريكي يقومان بغارات جوية مكثفة على المواقع الألمانية منذ سنة 1942 كما أن سيطرة الحلفاء على البحر الأبيض المتوسط سمح باستعادة إيطاليا في سنة 1943 و من الناحية الاستراتيجية كان من المهم إطلاق هجوم كبير على فرنسا لتدمير القوات الألمانية الأساسية في غرب أوروبا .
بدأت عملية Overlord بإنزال النورمندي (Normandy landings) في شهر جوان من سنة 1944 و بحلول شهر أوت وطئت أرجل أكثر من 3 ملايين من قوات الحلفاء الأراضي الفرنسية فتم تحرير باريس في 25 جويلية بينما انسحب الجيش الألماني كلية إلى الوراء و قام بتحريك القوات من الجبهة الشرقية إلى الجبهة الغربية إلا النتيجة كانت هزيمة فادحة لجيش هتلر . بحلول شهر سبتمبر كان جيش الحلفاء على وشك دخول الأراضي الألمانية.
8. معركة Guadalcanal:
معركة غوادال كانال
معركة غوادال كانال
حتى شهر جويلية من سنة 1942 كان الحلفاء لا يزالون في وضعية دفاع في المحيط الهادي و لكن القوة الهجومية لليابان تقلصت بشكل كبير بعد معركتي بحر الكورال (Coral Sea) و ميدواي (Coral Sea) و لكن ذلك لم يمنع اليابانيين من التخطيط للهجوم على فيجي و كاليدونيا الجديدة و ساموا . و في شهر جويلية بدأ اليابانيين في بناء قواعد عسكرية على طول جزر السلمون (Solomon Islands) و التي سوف توفر لهم الغطاء الجوي و الدعم الكافي للقيام بالهجوم و في نفس الوقت تقوم بدعم قاعدتهم الأساسية في ريبال (Rabaul) . و قد رأى الحلفاء هذه القواعد على أنها خطر مباشر على استراليا خاصة و أن اليابانيين كان يشيدون قاعدة جوية في جزيرة Guadalcanal و قرروا غزو جزر السلمون لمنع اليابانيين من استخدامها و قد شكل هذا الغزو بداية حملة عسكرية كبيرة للسيطرة على الجزر و ذلك لاستعادة الفلبين ثم غزو اليابان في الأخير.
في 7 جويلية ، تم انزال أكثر من 11 ألف جندي من الفرقة البحرية الأولى في جزيرة Guadalcanal تحت قيادة الجنرال Alexander Vandergrift و لم تلاقي القوات الغازية مقاومة شرسة باستثناء الظروف الطبيعية الصعبة خاصة الأدغال المحيطة بالجزيرة و في اليوم الموالي تمكن الحلفاء من تأمين موقع القاعدة الجوية و الذي أطلق عليها إسم (Henderson Field) ، و بعدها قررت السفن الأمريكية مغادرة الموقع في 9 جويلية بعد تعرضها لهجوم من اليابانيين الذين تمكنوا من إغراق سفينة حربية أسترالية و 3 سفن حربية أمريكية تاركة قوات الإنزال في الجزيرة في عزلة ، ولم يجد الجنود المرابطون في الجزيرة إلا تشكيل خط دفاع حول القاعدة الجوية .
و بعدها بدأ اليابانيين بإنزال ألاف الجنود و على مدى شهور عديدة على أمل استعادة القاعدة الجوية و لكنهم قرروا أخيرا في شهر فيفري من سنة 1943 الانسحاب ، وقد كان لهذا الانتصار وقع إيجابي كبير على الحلفاء و وقع مدمر على اليابانيين حيث اعترف أحد القادة اليابانيين وهو الجنرال Torashiro Kawabe على أن معركة Guadalcanal كان نقطة التحول في حرب المحيط الهادي.
7. معركة خليج Leyte (Battle of Leyte Gulf) :
أكبر معركة بحرية في التاريخ
أكبر معركة بحرية في التاريخ
بحلول شهر جوان 1944 كان الأمريكيون قد قلصوا مناطق السيطرة اليابانية كما أنهم تمكنوا من بناء قواعد جوية قريبة يما يكفي للقيام بغارات جوية على اليابان باستخدام الطائرات المقنبلة من نوع B-29 و كانت الخطوة الموالية هي قطع خط التموين الأساسي للجزر اليابانية و ذلك باحتلال الفلبين أو التايوان ( المعروفة بذلك الوقت باسم Formosa ) ، و لم يكن الحلفاء يملكون القوات العسكرية الكافية لغزو Formosa كما أن الجنرال Douglas Macarthur كان مصمما على استعادة الفلبين أولا و هو المشهور بتصريحه ” سوف اعود ” بعد أن اجبر على الخروج من الفلبين التي احتلها اليابانيون في المراحل الاولى للحرب . و كانت ردة الفعل اليابانية هي الهجوم على القوات الأمريكية التي كانت تحاول السيطرة على جزيرة Leyte الفلبينية .
و بينما تمكنت القوات اليابانية في الشمال من تشتيت الأسطول الأمريكي الثالث بقيادة الأميرال William Halsey ، تعرضت القوات الجنوبية لدمار شامل من طرف الأسطول الأمريكي السابع ( المتكون من حوالي 14 سفينة حربية ) ، و قد أدى قرار الاميرال الامريكي Halsey باستخدام معظم القوات المتوفرة لدى الاسطول الثالث لمطاردة اليابانيين في الشمال في ترك منطقة الانزال محمية من طرف عدد صغير من السفن و المدمرات الأمريكية و اللتي التقت وجها لوجه مع القوات اليابانية المركزية ( المتكونة من حوالي 23 سفينة حربية في المجمل ) بشكل مفاجئ و بدلا من الانسحاب أمرت المدمرات الأمريكية بإطلاق النار الذي أربك اليابانيين و أوهمهم أنهم قد تعرضوا للهجوم من طرف كامل الأسطول الثالث مما عجل بانسحابهم بعد تلقي خسائر فادحة . كانت معركة خليج Leyte أكبر معركة بحرية في التاريخ ( حوالي 200 سفينة من كلا الطرفين تواجهت في المعركة ) و قد أدت الى تدمير القوات البحرية اليابانية كلية و قطع طرق الامداد الرئيسية .
6. معركة موسكو (Battle of Moscow):
معركة موسكو
معركة موسكو
كان هدف هتلر الدائم من احتلال الاتحاد السوفيتي هو موسكو و هي المدينة ذات الاهمية الكبيرة من الناحية السياسية و العسكرية ، كانت خطط الألمان تنص على غزو المدينة في غضون 4 أشهر من تاريخ بداية الاجتياح أي قبل حلول الشتاء. و بحلول ديسمبر كان الجيش الالماني على بعد 19 ميلا فقط من موسكو ، و لكن حلول الشتاء القارص أنقذ الجيش الأحمر المنهك خاصة بعد حلول الجنود السيبيريون (المدربون على العمل في الظروف القاسية و في درجات حرارة منخفضة جدا تصل إلى 50 درجة تحت الصفر) مكان الجنود العاديين . تعطلت آلة الحرب الألمانية فالجنود الألمان لم يكن لديهم الملابس اللازمة لمواجهة الظروف الطبيعية القاهرة كما أن دبابات Panzers الألمانية لم تكن مصممة للعمل في درجات منخفضة جدا ، في 5 ديسمبر 1941 شن السوفيت هجومهم المضاد على القوات النازية و أجبروها على التراجع.
و للمرة الأولى أجبر الألمان على الانسحاب و على نطاق واسع مما رسم فشل حملة بربروسا (Barbarossa) خاصة بعد تلقيهم خسائر فادحة في الأرواح تعدت 400 ألف إصابة.
5. معركة كورسك (Battle of Kursk):
أكبر معركة دبابات في التاريخ.
أكبر معركة دبابات في التاريخ.
جاءت معركة كوسك بعد معركة ستالينغراد و قد كانت أخر معركة شنتها القوات الألمانية في الجبهة الشرقية. حيث حاول الألمان اختراق الجانبين الشمالي و الجنوبي للإحاطة بالقوات السوفيتية الا أن الجيش الأحمر علموا بالخطة وشكلوا عدة خطوط دفاع كما أن الألمان أخروا هجومهم في انتظار دخول دبابات Tiger و Panther الخدمة مما أعطى السوفييت فرصة لحفر الخنادق و تجميع القوات لشن هجوم مضاد (بلغت قوة التحصينات السوفيتية تعادل 10 أضعاف قوة خط ماجينو في فرنسا ).
بدأ الهجوم الألماني يوم 5 جويلية و لكن بسبب قوة الدفاعات السوفيتية توقف الهجوم الألماني فشن الجيش الأحمر هجومه المضاد و منذ ذلك الوقت بقي الجيش الألماني في حالة دفاع إلى أن سقطت برلين .
في معركة كورسك ، فقد الألمان 720 دبابة و 680 طائرة و 170 ألف جندي و تعتبر هذه المعركة أكبر معركة دبابات في التاريخ استمرت الحرب في أروربا لمدة سنتين إضافيتين و بنهاية 1943 وصل الغزو الأحمر إلى الحدود الألمانية.
4. معركة ميدواي (Battle of Midway):
نقطة التحول في حرب المحيط الهادي
نقطة التحول في حرب المحيط الهادي
بعد معركتي بحر الكورال و بيرل هاربير (Pearl Harbor) ، أراد اليابانيون أن يقضوا كلية على بقايا الأسطول الأمريكي في المحيط الهادي فقرروا السيطرة على ميدواي لتوسعة خط الدفاع لديهم و ذلك من خلال اغواء الأمريكيين و دفعهم إلى معركة جوية تلعب فيها حاملات الطائرات دورا رئيسيا ، و لحسن حظ الأمريكيين فقد تم كسر شفرة الجيش الياباني و تمكنوا من معرفة متى و أين سيهجم اليابانيون و على العكس تماما لم تكن لدى اليابانيين أي معلومات حول قوات الجيش الأمريكي أو موقعهم التقريبي حيث ظنوا أن البحرية الأمريكية تمتلك حاملتي طائرات فقط (لأن حاملة الطائرات الثالثة Yorktown قد تعرضت لضرر كبير في معركة بحر كورال و لكن تم إصلاحها في ظرف 72 ساعة فقط و تمكنت من المشاركة في المعركة) و هما حاملة الطائرات Enterprise و الأخرى Hornet . و قد واجهت هاتان الحاملتان أربعة حاملات طائرات يابانية و لكن الجيش الأمريكي كان يملك قاعدة جوية في ميدواي و بهذا أصبحت المسألة من يكتشف الأخر أولا.
في 3 جوان نجحت طائرة أمريكية من نوع B-17s في تحديد موقع القوة اليابانية بقيادة الأميرال Nagumo و لكنها فشلت في إصابة أي من الأهداف و في صبيحة اليوم الموالي بدأت معركة ميدواي الفعلية حيث تم تدمير معظم الطائرات الأمريكية التي تنتمي إلى قاعدة ميدواي فقرر Nagumo مهاجمتها ، في هذه الأثناء أكتشف اليابانيون حاملة طائرات أمريكية فقاموا بتسليح الطائرات بالقنابل المضادة للسفن الحربية التي تستغرق 45 دقيقة لتركيبها و لكن بضعة طائرات قنابل أمريكية من نوع SBD Dauntless وجدت نفسها مباشرة فوق القوات اليابانية مما أدى إلى غرق 4 حاملات يابانية مع أطقمها و هي خسارة فادحة رجحت الكفة للولايات المتحدة الأمريكية و حددت مسار الحرب في المحيط الهادي.
3. حملة بربروسا (Barbarossa):
الحملة على روسيا
الحملة على روسيا
بدأت الحملة النازية على الإتحاد السوفيتي في 22 جوان 1941 و انتهت بمعركة موسكو ، و قد شارك في المعارك من كلا الجانبين حوالي 8.9 مليون جندي و أكثر من 18 ألف دبابة و 45 ألف طائرة و 50 ألف قطعة مدفعية . وقد تخلل هذه الحملة الكثير من المعارك الحاسمة، عند بداية الحملة لم يكن الجيش الأحمر مستعدا و أخذ على حين غرة و ذلك لأن ألمانيا و الإتحاد السوفيتي تجمعهم معاهدة عدم الاعتداء التي تم توقيعها قبل غزو الألمان لبولندا .
أثناء الحملة تم تشكيل ثلاثة جيوش ألمانية منفصلة و كل جيش تولى مهمة الاستيلاء على أهداف محددة فالجيش الشمالي تولى مهمة الاستيلاء على مدينة Leningrad بينما كانت مهمة الجيش الأوسط السيطرة على العاصمة موسكو أما الجيش الجنوبي فقد كانت مهمته الأراضي الزراعية المهمة في أوكرانيا ثم الزحف شرقا نحو مناطق النفط في Caucasus . وعلى الرغم من أن عدد الجنود السوفيت يفوق عدد الجنود الألمان إلا أن صفوفهم كانت مفرقة و غير جاهزة لهكذا معركة كما عانى الجيش الأحمر أيضا من غياب القيادة ذات الكفاءة.
زحف الألمان بسرعة على طول الجبهات الثلاث أين حدثت عدة معارك في Smolensk و Uman و Kiev و قد لعبت دبابات Panzer دورا كبيرا في حسم المواجهات حيث تم اسر 3 ملايين جندي سوفيتي ، و في ديسمبر كان النازيون يحاصرون مدينة Leningrad في الشمال بينما سيطروا على كل أوكرانيا في الجنوب و في الاجمال تمكن الالمان من السيطرة على 500 ألف ميل مربع من الاراضي السوفيتية يقطنها ما لا يقل عن 75 مليون مواطن سوفيتي.و لكن في موسكو تمكن الجيش الأحمر من الصمود و إيقاف الغزو و لكن الثمن كان باهظا جدا فقد قتل حوالي 800 ألف جندي و جرح ثلاثة ملايين و اسر 3 ملايين آخرين و دمرت حوالي 20 ألف دبابة و 21 ألف طائرة و على الجانب الأخر فقد الألمان 250 ألف جندي و جرح 500 ألف آخرين و دمرت 2000 طائرة و 2700 دبابة. و قد فقد الإتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية نحو 14 بالمائة من سكانه أي 24 مليون نسمة.
2. معركة ستالين غراد (Stalingrad):
المعركة الحاسمة في الجبهة الشرقية.
المعركة الحاسمة في الجبهة الشرقية.
تعتبر معركة ستالين غراد ميدواي الجبهة الشرقية فنتائج المعركة شكلت كارثة للجيش النازي و أكدت استحالة تحقيق الانتصار في الجبهة الشرقية ، فبعدما فشل الجيش الألماني في السيطرة على موسكو إستقرت الجبهة على مسافة كبيرة من لينيغراد شمالا إلى Rostov قرب البحر الأسود جنوبا و قد كان هتلر واثقا من إمكانية تحقيق النصر بعد تحسن الظروف المناخية .
و كانت مدينة ستالين غراد ذات اهمية إستراتيجية كبيرة حيث انها مثلت همزة وصل بين البلقان و شمال روسيا كما أنها قريبة نسيبا من الأراضي الغنية بالنفط في Caucasus ، كما أن سقوط المدينة له أهمية ايديولوجية لكون المدينة هي مسقط رأس الرئيس السوفيتي جوزيف ستالين .
بنهاية شهر أوت وصل الألمان إلى مدينة ستالينغراد و قد حاولوا جاهدين قطع الإمدادات الحيوية التي تصل المدينة عبر نهر Volga و لكن أسلوب السوفيت في المعركة كان الاقتراب من الخطوط الالمانية بأكبر قدر ممكن لتعطيل طريقة القتال النازية التي كانت تعتمد على الترابط بين المدفعية و الدبابات و الطائرات و المشاة و دفع الألمان إلى الاعتماد على المشاة فقط أو التعرض إلى النيران الصديقة في حال استعمال الطيران أو الدبابات .
و قد استطاع الجيش الأحمر الصمود الى غاية حلول الشتاء رغم أن الجيش الألماني كان يسيطر على 90 بالمائة من المدينة إلا ان هجوما مضادا من الجيش الاحمر دفعت بالألمان الى التراجع ثم الاستسلام بعد تكبد 841 ألف اصابة ، و لم يكن بمقدور الجيش الالماني سوى اطلاق هجوم اخر في كورسك و الذي انتهى كذلك بهزيمة فادحة للجيش النازي.
10. معركة بريطانيا:
الصمود البريطاني في وجه الغزو النازي.
الصمود البريطاني في وجه الغزو النازي.
لو استطاع هتلر ان يحيد بريطانيا و يخرجها من الحرب لتمكن من حشد كل قواته لمواجهة الإتحاد السوفيتي و لتقلص عدد الحلفاء إلى دولتين فقط هما الولايات المتحدة الامريكية ( رغم ان دخولها في الحرب الاوروبية جاء متأخر نسيبا ) و الاتحاد السوفيتي و لاستحال ايضا استعمال الجزر البريطانية في عملية Overlord . لهذه الأسباب تعتبر معركة بريطانيا أهم معركة في الحرب العالمية الثانية.
رغم ان اجلاء الجيش البريطاني من Dunkirk بعد معركة فرنسا تم بنجاح إلا أن معظم المعدات الحربية تم التخلي عنها و لم يتبقى في الجيش أي وحدة بمعدات كاملة سوى فرقة واحدة و التي كانت فرقة كندية ، لو حدث و تمكن الألمان من السيطرة على الأجواء البريطانية لكان بإمكانهم إطلاق عملية نمر البحر (Sea Lion) التي تهدف إلى غزو الجزر البريطانية حيث أن الاسطول الملكي لن يكون بإمكانه إيقاف الزحف النازي دون تغطية جوية.
و لذلك كان هدف الجيش الألماني هو القضاء الكلي على الطيران الملكي و تدمير القواعد الجوية و قد كاد الطيران الألماني أن يحقق هدفه المنشود لولا أن إستراتيجية الجيش تغيرت نحو قصف المدن بدلا من القواعد الجوية و هذا ما أعطى بريطانيا الفرصة لإصلاح ما تخرب أثناء القصف كما تم تعويض الطائرات التالفة ، كما أن الرادار المتطور التي استعملته بريطانيا ساعدها كثيرا حيث كان يتم كشف مواقع الطائرات الغازية قبل عبورها القناة الانجليزية في بعض الأحيان و عند ذلك فقط يتم إستنفار الطائرات لاعتراضها و لولا الرادار لكان على الطائرات البريطانية أن تبقى في الجو طول الوقت مما يؤدي إلى استنزاف كبير للوقود.
بعد مرور الوقت و ازدياد الخسائر الألمانية قرر هتلر تأجيل عملية نمر البحر مما مكن بريطانيا من اعادة بناء قوتها العسكرية و قد لخص رئيس الوزراء البريطاني Winston Churchill المعركة في تصريحه الشهير : ” لم يسبق في تاريخ المواجهات العسكرية أن يدين الكثير بالكثير للقليل من الناس ” و يقصد تشرشل الطيارين الشجعان الذين رغم قلة عددهم إلا أنهم أنقذوا بريطانيا من الدمار المحتم.

إرسال تعليق Blogger

عزيزى الزائر بمجرد الضغط على اعلامى اسفل نموذج الرد فسيتم اعلامك باخر ردود المشاركة

تذكر قول الله تعالى (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ))

 
Top